شارك صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، اليوم الإثنين، في الدورة الاستثنائية الواحدة والعشرون لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لبحث العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني، والمنعقدة بمقر المنظمة في جدة.
وألقى سمو وزير الخارجية خلال الاجتماع كلمةً ذكر فيها أن هذا الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي يعبر عن تضامن الدول الأعضاء ودعمهم للأشقاء في فلسطين الذين يتعرضون لأبشع ممارسات الاحتلال والقتل والتجويع والتهجير والإبادة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلية وممارساتها التي تشكل أكبر تهديد للأمن والسلم، مؤكداً على ضرورة مواجهة هذا التهديد عبر توحيد مواقف الدول الأعضاء للمنظمة، وتطوير آليات التعاون والتنسيق المشترك بين الدول الإسلامية.
وقال سمو وزير الخارجية :" ينبغي على المجتمع الدولي وبشكل فوري وضع حد للجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، والرفض القاطع لإعلان سلطة الاحتلال نيتها فرض السيطرة العسكرية الكاملة على قطاع غزة، والتصدي الحازم للخطط الرامية لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه"، مشدداً على أهمية اتخاذ كافة الخطوات والتدابير من أجل كسر الحصار وإدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية بالتعاون الكامل مع الآليات الدولية، ومطالبة قوة الاحتلال بفتح كافة المعابر والسماح العاجل بدخول ومرور المساعدات بدون أي عوائق وبشكل عاجل وكاف.
ودعا سمو الوزير في كلمته إلى توفير الدعم لوكالة الأونروا ووكالات الأمم المتحدة العاملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإلى تضافر جهود المجتمع الدولي في دعم الشعب الفلسطيني في بناء قدراته وتمكين مؤسساته الوطنية، وذلك عبر مساندة السلطة الوطنية الفلسطينية والخطوات الإصلاحية التي تقوم بها.
وعبر سمو الوزير عن إدانة المملكة وشجبها للتصريحات الإسرائيلية الصادرة مؤخراً حيال ما يسمى "رؤية إسرائيل الكبرى" ورفضها التام للمشاريع الاستيطانية والتوسعية التي تتبناها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وتأكيدها على الحق التاريخي للشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة، والسعي لبلورة إجماع دولي عريض لدعم حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، ودعم الجهود المصرية والقطرية لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة ودعم سرعة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، مؤكدًا في هذا السياق استمرار جهود اللجنة الوزارية العربية الإسلامية المنبثقة عن القمتين العربية الإسلامية الاستثنائيتين المنعقدتين في الرياض في التواصل مع جميع دول العالم المؤثرة.
وأشار سمو الوزير إلى ترحيب المملكة بالإجماع الدولي المتزايد على دعم مسار تنفيذ حل الدولتين، خاصة في إطار الجهود المبذولة عبر التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين والمؤتمر الدولي الداعم لإقامة الدولة الفلسطينية برئاسة مشتركة بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية، وذكره سموه: "لقد تزايد عدد الدول التي تعترف بفلسطين لتشمل إضافة إلى معظم الدول الآسيوية والأفريقية دولا في أوروبا وأمريكا وأوقيانوسيا، مما يؤكد أن الانتهاكات الإسرائيلية مرفوضة من قبل الغالبية الساحقة في المجتمع الدولي، وعلى الدول التي ما زالت تتردد في إدانة الانتهاكات الإسرائيلية ووقفها ومساءلة مرتكبيها أن تتنبه إلى أن حقائق الاحتلال الإسرائيلي وسياسات إسرائيل التوسعية لم تعد تخفى على أحد".
وفي ختام كلمته، شدّد سمو الوزير بأن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية دون مساءلة أو عقاب يقوض النظام الدولي وقواعد القانون الدولي ويدمر فرص التعاون والشرعية الدولية، ومن شأنه توسيع دائرة الصراع والاضطرابات وتهديد الأمن والسلم ليس فقط في المنطقة بل في العالم بأسره.
حضر الاجتماع، سعادة وكيل الوزارة للشؤون الدولية المتعددة والمشرف العام على وكالة الدبلوماسية العامة الدكتور عبدالرحمن بن إبراهيم الرسي، وسمو مستشار وزير الخارجية للشؤون السياسية الأمير مصعب بن محمد الفرحان، وسعادة مندوب المملكة الدائم لدى منظمة التعاون الإسلامي الدكتور صالح بن حمد السحيباني.